اذا كانت المبادرة الاولى موجهة ضد ثورة ١١ فبراير ٢٠١١، فهذه المبادرة موجهة ضد ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ و ضد تضحيات انصار الله وشعبهم واعادة الاعتبار لكل مراكز النفوذ التي اسقطتها الثورة.
سيتوقف القصف السعودي و يبدأ الحوار اليمني – اليمني و سيكون الحوار اليمني – اليمني و الحكومة التي سينتجها هذا الحوار غطاء لاستمرار الحروب الداخلية و الفوضى و اعمال الشغب و توسع جرائم الارهاب والاغتيالات السياسية، و ستخرج مناطق يمنية بكاملها عن سيطرة الحكومة التشاركية الهشة و سيتوسع نطاق الفساد و المحاصصة و سيحمل كل السلبيات بما فيها نتائج الحرب من دماء ودمار لـ”أنصار الله” و ليس العدو السعودي.
والأهم من كل ذلك ان ذلك سيكون تحت اشراف ال سعود ودعمهم ولن تكون هذه البطولات الاسطورية ولا هذا الصمود العظيم ولا هذه الدماء الغزيرة والارواح العزيزة والدمار الوحشي للبلاد ثمنا كافيا لتحرير اليمن من قبضة ال سعود ومن اعتبارهم لليمن حديقة خلفية لمخلفاتهم وقذاراتهم، بل ثمنا لإعادة كل من رفع رأسه وتمرد عليهم الى بيت طاعتهم حتى لو ادعوا خلاف ذلك.
المشهد قاتم وقد لا يعجب احدا منا تصويره كما هو بهذه القتامة ولكن ان تقول الحقيقة المرة، كما هي، افضل مليون مرة من تغطيتها بالأحلام والاماني تارة والاكاذيب والاشاعات تارة اخرى..
و مع هذا يبقى الاعتراف بهذا الوضع كما هو بداية صحيحة لتغييره او للتخفيف من اثاره وتداعياته على الاقل!